المتخلفون عن العمرة- مخالفة شرعية وضغط على الحرمين
المؤلف: خالد السليمان09.26.2025

دأب جم غفير من الزوار القادمين من بلدان شتى لأداء مناسك العمرة على البقاء في المملكة بعد انقضاء المدة المحددة في تأشيراتهم، خصوصًا في شهر رمضان الفضيل، طمعًا في أداء فريضة الحج. هؤلاء الأشخاص لا يخرقون قوانين الإقامة فحسب، بل يتعدون على أنظمة الحج التي تلزمهم بالحصول على تصاريح حج خاصة ضمن حملات مرخصة، وذلك لضمان تنظيم شعيرة الحج بكفاءة عالية، وتسهيلها على الحجاج، وصون سلامتهم وسلامة الآخرين.
وزارة الحج والعمرة، سددت نداءات تحذيرية للمتخلفين من مغبة التعرض للعقوبات القانونية الرادعة، وأوجبت على شركات ومؤسسات العمرة الإبلاغ الفوري عن أي تأخير في مغادرة المعتمرين لتجنب الوقوع تحت طائلة الغرامات المالية الباهظة التي قد تصل إلى مئات الآلاف من الريالات. بيد أن الواقع يشير إلى أن شريحة كبيرة من المعتمرين المخالفين لا تلقي بالًا للأنظمة أو التعليمات، وهم يشكلون عبئًا ثقيلاً وصداعًا مزمنًا لمنظمي مواسم العمرة والحج، فضلاً عن الضغط الهائل الذي يفرضونه على خدمات الحرمين الشريفين وقدرتهما الاستيعابية.
هؤلاء المتجاوزون يتناسون أنهم يسعون للتقرب إلى المولى عز وجل في بيته الحرام ومسجد نبيه الشريف، بينما يرتكبون معصية جليلة بعدم امتثالهم للأنظمة والقوانين والتنظيمات التي سنتها الدولة لتحقيق الصالح العام للمسلمين، وتيسير أداء مناسكهم، والحفاظ على أرواحهم. والأسوأ من ذلك، أن معظم هؤلاء لا يساهمون في الاقتصاد بأي شكل من الأشكال، بل يفترشون المساحات المخصصة للصلاة والعبادة في الحرمين الشريفين، ويعيشون على ما يتبرع به المحسنون من صدقات الطعام في جنباته.
لذا، بات من الضروري بمكان تغليظ العقوبات على المخالفين وحرمانهم من أسباب الراحة، بمنع الافتراش بشكل قاطع وحازم، ومنع إدخال أي طعام أو شراب من بوابات الحرمين الشريفين. كما يجب على كل معتمر عند قدومه تقديم إيصال حجز فندقي مؤكد من الشركة أو المؤسسة التي نظمت رحلته، وربما أيضًا تقديم ضمانات مالية لتلك المؤسسات لتعزيز الشعور بالمسؤولية. علاوة على ذلك، يتعين تكثيف الرقابة التقنية المحكمة على تصاريح العمرة والحج عند مداخل مكة المكرمة وفي الأحياء المجاورة للحرم.
إجمالاً..هذا التشديد الصارم لا يهدف فقط إلى إنفاذ القانون، بل يهدف أيضًا إلى إنصاف المعتمرين والحجاج النظاميين الذين اتبعوا المسار القانوني الصحيح لأداء مناسكهم الدينية. فمن حقهم الكامل أن يؤدوا هذه المناسك بسلام وسكينة وطمأنينة وأمان، دون أن يعكر صفوهم هؤلاء المخالفون المستهترون.